بعد إطلاق سراح صنصال.. وزير الداخلية الفرنسي يلوح بزيارة قريبة إلى الجزائر 

أعلن وزير الداخلية الفرنسي لوران نونيز، صباح اليوم الخميس، أنّ احتمال قيامه بزيارة إلى الجزائر خلال الفترة المقبلة "مرتفع جدًا"، مؤكدا أنّ "سياسة الشدّ والتصلب في التعامل مع الجزائر لم تعد مُجدية" وفق تعبيره.

وجاء تصريح نونيز، بعد يوم واحد من الإفراج عن الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال، الذي استفاد من عفو رئاسي أصدره رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، حيث أشاد الوزير الفرنسي بهذه الخطوة، واصفا إياها بأنها "بادرة إنسانية من شأنها أن تمهّد لانفراج تدريجي في العلاقات بين باريس والجزائر بعد فترة طويلة من التوتر".

وأوضح نونيز في تصريحات لقناتي BMFTV و RMC اليوم الخميس، أن الرئيس إيمانويل ماكرون كان على تواصل مع نظيره الجزائري ومع الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الذي لعب دور الوسيط الموثوق في المساعي التي سبقت قرار العفو، مشيرا إلى أنّ التدخل الألماني كان حاسما في إعادة بناء الثقة بين الجانبين.

وأضاف أن أي زيارة مرتقبة له إلى الجزائر قد تفتح صفحة جديدة من الحوار، خاصة بعد أن بلغ مستوى التدهور في العلاقات الثنائية حدًا غير مقبول، على حدّ تعبيره، كما أكّد أنّ عودة لغة الحوار والتفاهم تمثّل الطريق الأنسب لاستعادة التعاون في الملفات الأمنية والإنسانية.

وتأتي هذه التطورات في سياق مرحلة من التوتر الحاد بين باريس والجزائر، تفجّرت على خلفية ملفات حسّاسة تتعلق بالهجرة والتعاون الأمني، إضافة إلى خلافات حول الذاكرة الاستعمارية والتأشيرات، حيث شهدت الأشهر الماضية تجميدا شبه كامل للتنسيق الثنائي، قبل أن تظهر مؤشرات انفراج محدودة في الأسابيع الأخيرة.